بسم الله الرحمن الرحيم
عـــندما تســمع أي مشجع بأي ملعب من ملاعب المملكة البريطانية يردد عبارات ( لن تسير وحدك أبداً ! )
أيقن أيها المستمع أن هذه العبارة ( مغشوشة ) من عمالقة كرة القدم ،، الحمر ( ليفربول )
we will never walk AlOne
كم مرة قالها مشجعين بجميع أنحاء العالم ؟
لكن منْ أكثر جمهور عمل بها و أستخدمها مبدأً رئيسياً لتشجيع فريقه إينما ذهب ؟
جماهير ليفربول دائماً وفية لفريقها و تعمل المستحيل كي تسير خلف ليفربول بكل مكان يرتحل به حتي عندما ذهب للعب باليابان بكأس الاندية البطلة العالمية بديسمبر عام 2005 .
لا أحد يعشق فريقه بهذا الشغف إلا جماهير ليفربول الوفية ، ولم يتسبب جمهور ما بإحداث كارثة لفريقه إلا جماهير ليفربول 1985 ببلجيكا !
كل هذه الأحداث سنحكيها بالتفصيل و معها أحداث أكثر اثارة ...
ليفربول : الريدز
تأسس : 1892
الملعب : أنفيـــلد رود . السعة : 45,362 الف متفرجاً
رئيس النادي : جورج جيليت - توم هيكس
المدير التنفيذي : ريك باري .
المدرب : رافئيل بيــنيتز الإسباني .
الإنــجازات :
دوري الدرجة الأولي الإنجليزية ( المستوي الأول سابقاً قبل 1992 موعد انطلاق الدوري الممتاز ):
1901 - 1906 - 1921 - 1923- 1947 - 1964- 1966- 1973- 1976- 1977 - 1979 - 1980 - 1982 - 1983 - 1984- 1986 -1988 - ( 1989-1990)
دوري الدرجة الثانية الإنجليزي : 1893 - 1894 - 1896 - 1904- 1962 .
كـــأس الإتحاد الإنجليزي : 1965- 1974 - 1985 - 1989 - 1992 - 2001 - 2006.
كأس الدوري الإنجليزي ( الكارلينج كاب ) :
1981- 1982 -1983 -1984 - 1995- 2001 - 2003 .
الدرع الخيرية ( كأس السوبر الإنجليزي ):
1964- 1965- 1966- 1974 - 1976 - 1977- 1979- 1980- 1982 - 1986 - 1988- 1989- 1990 - 2001 - 2006 .
دوري أبطال أوروبا :
1977- 1978- 1981 - 1984 - 2005
كأس السوبر الأوروبية : ( 1977- 2001 - 2005 )
كأس الإتــحاد الأوروبي : ( 1973- 1976 - 2001 )
(( الـتـاريــخ ))
أسس الفريق شخص يدعى جون هولدينج ، وكان عضوا في البرلمان البريطاني وعمدة المدينة ومالك أكبر مصانع للمشروبات الروحية ، وأيضا كان مالك ملعب ((أنفيلد)) فقبل العام 1892 كان ايفرتون النادي الاحترافي الوحيد في مدينة ليفربول وكان ملعبه الرسمي هو ((أنفيلد))الذي يملكه هولدينج ، لكن خلافات نشبت بين الطرفين في العام 1890 قادت إلى رحيل ايفرتون من الملعب ، بعدما أراد هولدينج رفع إيجار استخدام الملعب وفرض بيع المشروب الذي كانت تصنعه مصانعه فقط في الملعب ، ما قاد إلى استياء أعضاء إدارة ايفرتون ، رغم أن هولدينج كان لا يزال منقذ الفريق ماديا عندما كان بحاجة لشراء لاعبين جدد أو تحسين ظروف مركز التدريب . ورفع هولدينج الإيجار مجددا من 100 جنيه سنويا كان يدفعها ايفرتون منذ العام 1884 إلى 250 جنيها بحلول العام 1892 .
الفريق وقت التأسيس 1892/1893
وبذلك تأسس الفريق بين ليلة وضحاها ، فالملعب جاهز وأعضاء النادي الجديد موجودون ، وهم من وقفوا الى جانب أعضاء هولدينج في صراعه المرير مع الايفرتونيين ، لكن نقص شيء واحد ... اللاعبون ، فجلب سكرتير النادي جون مكينا – الذي كان وفيا جدا لهولدينج وظل يلعب دورا رئيسيا في النادي لثلاثين عاما لاحقه - ..
مجموعة من اللاعبين من اسكتلندا ، بين 12 و15 لاعبا، حتى بات الفريق يعرف باسم ((فريق الماك)) نسبة الى ان غالبية أسماء العائلات الاسكتلندية تبدأ بـ ((ماك)) . ومع ذلك لم يكسب الفريق كسب عضوية الالتحاق بركب فرق الدوري ، فخاض موسمه الأول في دوري مقاطعة لانكشاير .وفي حين خاض مباراته الأولى في 1 سبتمبر ضد روذرهام ، كان ايفرتون في اليوم نفسه والساعة ذاتها يلعب مباراته الأولى على بعد أمتار قليلة في الجهة الشمالية من ((ستانلي بارك)) على ملعبه الجديد ((جوديسون بارك)) ، لتعلن ولادة الاندية والمنافسة اللتين لا تخليان من نوع من الكراهية بقيتا حتى يومنا هذا ، لكن محبي الكرة في المدينة وقعوا في حيرة من أمرهم ، لمن يكون ولائهم ؟ ومن يشجعون ؟ وسرعان ما استهلت إدارة ليفربول الجديدة حملة الغيرة واستمالة المشجعين بإصدارها بيانا نشرته في الصحف المحلية تقول خلاصته : ((لن تشاهدوا كرة قدم أفضل في أي بقعة في المدينة عما سيقدمه الفريق الجديد في أنفيلد))..
لكن في نهاية اليوم لم يحضر المباراة على ملعب ((أنفيلد)) سوى العشرات فيما حضر 10 آلاف متفرج مباراة ايفرتون الأولى على ملعبه الجديد الذي كان بدائيا قياسيا بالوقت الضيق الذي كان في حوزتهم لإنشائه. كانت بداية ليفربول نارية في دوري المقاطعة ، فبدأ القلق يعم ايفرتون المحترف ، خصوصا ان ليفربول أصبح عضوا في دوري المحترفين في الموسم التالي 1893 ، لكن البداية الحقيقية كانت 1896 عندما عين توم واتسون مدربا للفريق ، والذي كانت له عين خبيرة في اكتشاف المواهب الصغيرة ، فجلب نخبة من النجوم ، أبرزهم أليكس ريزبيك الذي بنى واتسون حوله فريقا نجح في إحراز بطولة الدوري في العام 1901 وأضاف إليها أخرى في العام 1906 .
توم واتسون أول بطولة في الدوري 1900/1901
(( الحقـبـة الذهـبيـة ))
كان تعيين شانكلي مدربا للفريق في العام 1959 بداية حقبة ذهبية بكل معنى الكلمة ، فشانكلي كان داهية في التعامل مع اللاعبين والإداريين ، كان خبيرا في الحرب النفسية مع مدربي الفرق المنافسة وخبيرا نفسيا من الطراز الأول في شؤون لاعبيه ، فبات للاعبيه اليد الطولى في إبراز الثقة بالنفس في أكمل صورها والتي كانت العلامة المميزة لفرق ليفربول على مدى ثلاثة عقود.
كان اقتراح شانكلي بتعليق لوحة تحمل كلمتي ((هذا أنفيلد)) على أعلى نفق اللاعبين المؤدي إلى الملعب ، مثالا على الجانب السيكولوجي الذي كان يوليه اهتمامه ، ويعكس جانبا مهما في شخصية الرجل من الغطرسة التي زرعها في لاعبيه ، فهو الذي طالب بإهمال غرفة تغيير ملابس الفريق الزائر حتى لا يشعروا براحة نفسية أو بترحيب في أنفيلد ، مثلما سيشعرون برهبة عندما يرون لوحة ((هذا أنفيلد)) على أعلى النفق قبل توجههم إلى أرض الملعب. وكان هذا الأسلوب أساس نجاح بيل شانكلي في زرع الثقة وغطرسة الفوز في نفوس لاعبيه.
وفي غضون عامين من تأهل الفريق إلى الدرجة الأولى ، حقق شانكلي وعده بالفوز ببطولة الدرجة الأولى ، وفي الموسم التالي فاز الفريق بكأس انجلترا ، وفي العام الذي تلاه 1966 فاز ليفربول ببطولة الدوري ووصل إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس أبطال الكؤوس الأوروبية، لكنه خسرها أمام بروسيا دورتموند،وشمل الفريق مهاجمي المنتخب الإنجليزي والمنتخب الاسكتلندي حينذاك روجر هنت وايان سانت جون، وصخرة الدفاع رون ييتس وصانع الألعاب أيان كالاجان.
بينما كان يتمتع ليفربول بانتصاراته الساحقة والأسطورية ، تعرض لهزتين شلتا عزيمته وشهيته لممارسة كرة القدم ، هما كارثتا ستادي هيسيل وهيلزبره. فالكارثة الأولى حلت في المباراة النهائية لكأس أبطال أوروبا في العام 1985 ضد يوفنتس في ستاد هيسيل البلجيكي ، حيث خلفت 38 قتيلا و454 جريحا عندما تحطم حائط على مشجعي يوفنتس جراء تدافع مشجعي ليفربول الذين حكمت عليهم محكمة بلجيكية على 14 منهم بالسجن لاحقا . وفي 15 ابريل 1989 ، توفي 96 من مشجعي ليفربول وجرح 170 آخرون خلال مباراة في نصف نهائي كأس انجلترا بين ليفربول ونوتينجهام فورست في ستاد هيلزبره في مدينة شيفيلد الانجليزية ، وقبل المباراة فتحت أبواب المدرجات المخصصة لمشجعي ليفربول من دون اعتبار لسعة المدرج ، فتدافع الداخلون على الموجودين ما قاد إلى اختناق وهرس الموجودين في الصفوف الأمامية بالحاجز السلكي. وحلت حالة حزن عارمة في المدينة والبلاد أيضا، وقادت هذه الحادثة الى تغيير نظام الحضور الجماهيري ، بما أصبح يعرف بـ (( تقرير تايلر)) الذي نص على نزع أي حاجز يفصل بين المقاعد الأمامية والملعب وتحويل كل المدرجات المخصصة للوقوف إلى مقاعد وحظر الوقوف بتاتا أثناء المشاهدة ، وطبق النظام الجديد على كل الملاعب في غضون عشر سنوات.
وكلفت هاتان الكارثتان استمرارية نجاحات ليفربول ، وقادتا تلقائيا الى استقالة دالجليش في العام 1991 بإعلانه انه لم يعد يتحمل الضغط المتواصل ورؤية وجوه جماهيره التي تذكره دائما بالكارثتين. وحل محله مدافع الفريق السابق جرايام سونس الذي كان إنجازه الوحيد في ثلاثة مواسم هزيلة ومخزنة مقارنة مع الإرث الليفربولي السابق ، هو الفوز بكأس انجلترا في العام 1992، وترك سونس النادي بعد أن أرهق خزينة النادي بشراء لاعبين مغمورين أو لا يمنتون للطريقة الليفربولية بصلة ، بمبالغ كبيرة فشلوا في التأقلم مع أجواء ((أنفيلد)) والوصول إلى المستوى الفني الذي وضع أساسه شانكلي قبل أكثر من ثلاثة عقود ، وعاد النادي إلى جذوره لإيجاد بديل ناجح ، فوقع الخيار على ابن النادي الخجول روي ايفانز الذي أعاد العمل بسياسة النادي في الاعتماد على الشباب و الصاعدين ، فأعطى الفرص لستيف ماكمانمان وروبي فاولر ، وظل الفريق رديفا مقارنة بفرق ليفربول في الثمانينيات والسبعينيات ، كما ساهم تعملق مانشستر يونايتد تحت إدارة اليكس فيرجسون في إبعاد الفريق عن أي لقب محلي ممكن ،
فـ إرتأت إدارة النادي في العام 1996 تكليف مساعد لإيفانز في إدارة شؤون الفريق ، فـ جاء الفرنسي جيرار هولييه الذي أزاح ايفانز من الطريق وأدار شؤون الفريق على طريقته الخاصة منذ عام 1998 ، وحقق نجاحا كبيرا في العام 2001 بإحراز ثلاثية فريدة بالفوز بكؤوس انجلترا والمحترفين والاتحاد الأوروبي ، لكن هولييه ظل غير مقنع لـ أنصار النادي ، فبطولة الدوري ما زالت بعيدة المنال في ظل احتكار الارسنال ومانشستر يونايتد، حتى أن المنافسة على اللقب المحلي لم تعد ممكنة ، وأفضل ما باتت الجماهير تأمله في كل موسم هو التأهل إلى مسابقة دوري الأبطال ، أي الحصول على المركز الرابع ، فضاق الوقت والخناق على هولييه ، خصوصا انه صرف أكثر من 130 مليون جنيها في ستة مواسم على لاعبين جدد ، في حين ظل أفضل لاعبيه من أبناء النادي ، هما المهاجم الفذ مايكل أوين الذي أنقذ رقبة هولييه في كثير من المناسبات بتسجيله أهدافا حاسمة في مباريات صعبة ، والثاني هو ستيفين جيرارد الذي هو الأمل الوحيد للفريق في كل مباراة . وبعد ضغوط هائلة استسلم هولييه للواقع بإقالته من منصبه ..
ليتسلم الأسباني رافائيل بينتييز المهمة الصعبة في الموسم 2004/2005 بعد ان جاء من نادي فالنسيا الأسباني، وقد عمل بينتييز جيدا في موسمه الأول و أرضى الجميع بعد حصول ليفربول على دوري الأبطال الأوروبي للمرة الخامسة بعد فترة طويلة من الغياب في التتويج بها ، وايضا وصوله إلى نهائي المحترفين بعد أن خسر من الفريق اللندني تشيلسي ، وفي الدوري ظل يعاني بحيث احتل المركز الخامس خلف الجار والعدو اللدود ايفرتون ، اما في الموسم 2005/2006 وهو الموسم الثاني لبينتييز مع ليفربول ، المدرب الاسباني توعد الجميع بتقديم الأفضل للفريق ، وبالفعل بينتييز كان عند وعده بحيث حصل الفريق على لقبه السابع في كأس انجلترا ، ويذكر بان آخر مرة حصل ليفربول على هذه الكأس كان في عام 2001 . واما بالنسبة في الدوري فـ جاء ثالثا بعد مانشستر يونايتد بـ 82 نقطة ولم يحقق الفريق مثل هذا الكم من النقاط منذ 1992 أي منذ بداية الدوري الممتاز ، وفي دوري الأبطال خرج خالي الوفاض بعد أن سقط امام بنفيكا البرتغالي من الدور الثاني
الجماهير تطالب من بنيتييز في الموسم الثالث له بأن يقدم كل ما لديه للحصول على لقب الدوري الذي يعاني منه الفريق منذ سنوات طويلة ، بحيث لم يتحصل عليه منذ عام 1990 ورغم ذلك ليفربول لا زال يحمل الرقم القياسي في البطولة بـ 18 لقبا ، كل التوفيق لـ الفيلسوف الهادىء وأبناءه في تحقيق ما غاب عن النادي منذ زمن طويل ..!!
أسطـورة ليفـربـول الخـالـدة .. (( بيـل شـانكـلي ))
لم تعرف الكرة الإنجليزية مدربا بأفكار خلاقة وإبداعية وثورية بمثل ما تركت أفكار شانكلي من أثار على نادي ليفربول لسنوات طويلة حتى إنها باتت دستورا يتبعه كل من يقود الفريق ، وعلـق احد المتابعيـن في عـز عطاء شـانكـلي على شخصيته القوية وقدرته على الإقناع بقوله : (( انه لو كان سياسيا لولد هتلر جديد ))!.
ورغم أن إنجازات شانكلي في 15 عاما – 3 بطولات دوري وكأسا انجلترا وكأس اتحاد اوروبي- هي الأقل في الحقبة الذهبية مقارنة مع إنجازات بايسلي في 9 سنوات – 6 بطولات دوري و3 كؤوس أبطال أوروبا و3 كؤوس محترفين وكاس الاتحاد الأوروبي – وإنجازات فاجان في عامين – بطولة دوري وكأس محترفين وكأس أبطال أوروبا – وإنجازات دالجليش في 6 سنوات – 3 بطولات دوري ومرتان كاس انجلترا في وقت كانت الأندية الإنجليزية محرومة من المشاركة في المسابقات الأوروبية - إلا أن الآخرين حصدوا ما زرعه شانكلي طيلة 15 عاما ، فلولا الأفكار الثورية والشخصية القوية والقدرة على الإقناع التي تمتع بها لما نشل ليفربول من فريق مغمور يتخبط بين الكبار تارة وبين أقزام الدوري تارة اخرى ، وجعله من أنجح الفرق محليا وقاريا وعالميا لسنوات وسنوات امتدت على مدى ثلاثة عقود ، مثلما اشتهرت تصريحاته النارية وتركت آثار عميقة ليس فقط في نفوس محبي الفريق الأحمر ولكنها ظلت عالقة في ذهن كل من يسمعها ، ومن أشهرها عندما سئل عن رأيه في لعبة كرة القدم ، قال : (( البعض يعتقد ان كرة القدم هي مسألة حياة أو موت ، وأنا مستاء جدا من هذا التفكير لأنني أستطيع أن أؤكد أن اللعبة أكثر أهمية بكثير من الحياة ))
ولد شانكلي في 2 سبتمبر 1913 في قرية جلينباك في مقاطعة آيرشاير الاسكتلندية لأبوين كادحين وعائلة فقيرة ضمت 10 أشقاء وشقيقات. وكان شانكلي اشتراكيا حتى النخاع ، ليس على الطريقة الشيوعية ، وإنما على طريقة المواطن الكادح والفقير ، يؤمن بإنسانية كل شخص وحقه في التمتع بحياته. وأصبح شانكلي اللاعب 49 في قريته الذي يحترف اللعبة. فوقع عقدا احترافيا مع نادي كارلايل – أقصى شمال غربي انجلترا – في عام 1932 وبعدها انتقل إلى النادي الأكثر شهرة في ذلك الوقت ، بريستون نورث ايند ، وقادته عروضه المميزة على الجناح الأيسر إلى تمثيل منتخب اسكتلندا 7 مرات ، ولكن على غرار جيله في ذلك الوقت ، اصطدمت مسيرته الكروية بمتاعب الحرب العالمية الثانية في 1939. وعندما بدأ موسم 1946 -1947 بعد نهاية الحرب ، كان شانكلي في الثالثة والثلاثين من العمر ، واعتزل اللعبة بنهاية ذلك الموسم.وبحلول الوقت الذي عَين فيه رئيس ليفربول حينذاك - تي في ويليامز - شانكلي مدربا للفريق في عام 1959 ، كانت للأخير خبرة في حقل التدريب طالت 10 مواسم بدأها مع كارلايل ثم جريسمبي فور كينجتون وأخيرا هيدرسفيلد ، حيث منح الفرصة لـ لاعب صاعد يبلغ 16 عاما للعب في الفريق الأول يدعى دينس لو
سمعة شانكلي لم تكن مشجعة من جهة التعامل مع مسؤوليه ، وعلاقاته لم تكن صحية أو على نحو مقبول ، ففي كل مرة ترك فيها النادي على خلفية خلافات ومشاحنات ، وكان دائما يصرخ بأن إدارة ناديه لا تشاركه حماسته وعاطفته وأفكاره في نظرته للفريق.. لكن هذه الحماسة والرغبة في النجاح هما ما قادا ويليامز إلى تعيين شانكلي مدربا لليفربول رغم اعتراضات الكثيرين ، خاصة واسم ويليامز رفض تعيين شانكلي من قبل ، وتحديدا في 1951 معللا السبب أن شانكلي كانت تنقصه الخبرة الكافية لإدارة فريق بحجم ليفربول ، ولكن ليس هذه المرة ، فنظرة ويليامز كانت أن شانكلي وليفربول في تلك المرحلة كانا مصنوعين لبعضهما بعضا ، فكان زمان ليفربول مناسبا للرجل المناسب ، وعلق شانكلي يومها قائلا: ((صنع ليفربول لي وأنا خلقت له)).
وكانت بداية حقبة شانكلي ، كبداية مات بازبي مع مانشستر يونايتد ، من الصفر . فزرع شانكلي أفكاره أولا في رؤوس أعضاء هيئته التدريبية ، وأسس غرفة الأحذية – (بوت رووم) الشهيرة ، وفيها كان يجتمع شانكلي مع معاونيه أسبوعيا وخلفهم عشرات الأحذية معلقة على الحائط ، يناقشون خطط اللعب للمباراة المقبلة ودرس نقاط وقوة ضعف الفريق المنافس وبحث طرق التعامل مع نجوم الفريق ، وفورا شعرت جماهير ليفربول بتغييرات في إدارة الفريق ، ورغم ان الإنجازات تطلب تحقيقها بعض الوقت وتحديدا بعد عامين من استلام شانكلي إدارة الفريق لكنها عندما جاءت استمرت بشكل متواصل على مدار ثلاثة عقود
الريال أكتفي بعشـــر سنوات بالتربع علي عرش أوروبا ، و بعدها ترك المهمة لليفربول لمدة 30 عام ! !
نعم ، هذا ما حدث بالضبط ، ريال مدريد كما هو معروف كان يتربع علي عرش أوروبا بفترة الخمسينيات و بداية الستينيات بفضل نجمه الأرجنتيني الفريدو دي ستيفانو و المجري الرهيب " بوشكاش " ، فقد كانت بطولة دوري أبطال أوروبا منذ عام 1955 حتي 1966 كلها من نصيب ريال مدريد ، لكنه ترك المهمة فيما بعد لأبناء الأنفيلد رود لكي يكون هو الفريق الأوروبي الأول الذي يحزر أكبر بطولتين أوروبيتين أكثر من مرة .
كاد أن يتربع ليفربول علي عرش مملكة كرة القدم الأوروبية لولا تلك الحادثة المأساوية التي حدثت بملعب ( الهايسل ببلجيكا ) بنهائي دوري أبطال أوروبا 1985 أمام يوفينتوس الإيطالي ، و كان هذا النهائي الثاني علي التوالي للريدز بعد الفوز عام 1984 علي روما بملعبه و وسط جماهيره ، و لكن اليوفينتوس رد الإعتبار للطليان من هزيمتهم المرّة الموسم الماضي و استغلوا فرصة توتر الأجواء بالمدرجات ليحرزوا هدفاً من ضربة جزاء لميشيل بلاتيني .
و قبل بداية هذه المباراة تراشق جماهير الناديين بالشتائم و قذف الجمهور الايطالي صاروخاً علي جماهير ليفربول ، لتبدأ المعركة مبكراً قبل أن تبدأ بأرض الملعب بين الفريقين ، بدأت ساخنة و مشتعلة بين الجماهير مما أدي لإصابة 50 فرد من مشجعي اليوفينتوس و مقتل 39 إيطالي بالاضافة للخراب الرهيب الذي لحق بالملعب .
و هذه الأفعال دفعت الإتحاد الأوروبي لإتخاذ قرار صارم ،ألا وهو عدم مشاركة اي فريق إنجليزي بالبطولات الأوروبية لمدة 4 سنوات و ليفربول يمنع من المشاركة لمدة 7 سنوات ! و هذا القرار كان في قمة الصرامــة و الظلم تجاه الأندية الإنجليزية التي أكتفت بالإحتكاك مع الأندية الأوروبية عن طريق المباريات الودية ، مما جعل الكرة الإنجليزية تتدهور و تهوي ، مع إنها كانت الرائدة قبل هذه الحادثة خاصة ً : أن ليفربول فاز ببطولة دوري الابطال 4 مرات بالسبعينيات و الثمانينيات و نوتنجهام فوريست عام 1979 و 1980 و استون فيلا فاز بالبطولة ذاتها عام 1982 علي بايرن ميونخ بالنهائي ، بخلاف مشاركات ليدز يونايتد و الارسنال و مانشيستر يونايتد المشرفة للغاية ، فقد فاز ليدز مثلا ً بالدور الثمانية من بطولة دوري الابطال علي برشلونة الإسباني عام 1972 ، يعني مشوار إنجلترا الرائع بهذه البطولة كان طويل و كاد أن يكون أطول و أعرق ، لكن لم يكتب له أن يكون كذلك بفضل قرارات الإتحاد الأوروبي و أعمال الهوليجانز بالهايسل .
وها هو ليفربول يعود مرة أخرى لنهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2006-2007 بأتينا .. ليواجه إي سي ميلان " كلاكيت ثاني مرة " .
بعد تغلبه علي بطل النسخة الماضية " برشلونة " ثم تغلبه علي تشيلسي بالدور قبل النهائي ، وبدور الثمانية تغلب علي ايندهوفن الهولندي 4-0
عـــندما تســمع أي مشجع بأي ملعب من ملاعب المملكة البريطانية يردد عبارات ( لن تسير وحدك أبداً ! )
أيقن أيها المستمع أن هذه العبارة ( مغشوشة ) من عمالقة كرة القدم ،، الحمر ( ليفربول )
we will never walk AlOne
كم مرة قالها مشجعين بجميع أنحاء العالم ؟
لكن منْ أكثر جمهور عمل بها و أستخدمها مبدأً رئيسياً لتشجيع فريقه إينما ذهب ؟
جماهير ليفربول دائماً وفية لفريقها و تعمل المستحيل كي تسير خلف ليفربول بكل مكان يرتحل به حتي عندما ذهب للعب باليابان بكأس الاندية البطلة العالمية بديسمبر عام 2005 .
لا أحد يعشق فريقه بهذا الشغف إلا جماهير ليفربول الوفية ، ولم يتسبب جمهور ما بإحداث كارثة لفريقه إلا جماهير ليفربول 1985 ببلجيكا !
كل هذه الأحداث سنحكيها بالتفصيل و معها أحداث أكثر اثارة ...
ليفربول : الريدز
تأسس : 1892
الملعب : أنفيـــلد رود . السعة : 45,362 الف متفرجاً
رئيس النادي : جورج جيليت - توم هيكس
المدير التنفيذي : ريك باري .
المدرب : رافئيل بيــنيتز الإسباني .
الإنــجازات :
دوري الدرجة الأولي الإنجليزية ( المستوي الأول سابقاً قبل 1992 موعد انطلاق الدوري الممتاز ):
1901 - 1906 - 1921 - 1923- 1947 - 1964- 1966- 1973- 1976- 1977 - 1979 - 1980 - 1982 - 1983 - 1984- 1986 -1988 - ( 1989-1990)
دوري الدرجة الثانية الإنجليزي : 1893 - 1894 - 1896 - 1904- 1962 .
كـــأس الإتحاد الإنجليزي : 1965- 1974 - 1985 - 1989 - 1992 - 2001 - 2006.
كأس الدوري الإنجليزي ( الكارلينج كاب ) :
1981- 1982 -1983 -1984 - 1995- 2001 - 2003 .
الدرع الخيرية ( كأس السوبر الإنجليزي ):
1964- 1965- 1966- 1974 - 1976 - 1977- 1979- 1980- 1982 - 1986 - 1988- 1989- 1990 - 2001 - 2006 .
دوري أبطال أوروبا :
1977- 1978- 1981 - 1984 - 2005
كأس السوبر الأوروبية : ( 1977- 2001 - 2005 )
كأس الإتــحاد الأوروبي : ( 1973- 1976 - 2001 )
(( الـتـاريــخ ))
أسس الفريق شخص يدعى جون هولدينج ، وكان عضوا في البرلمان البريطاني وعمدة المدينة ومالك أكبر مصانع للمشروبات الروحية ، وأيضا كان مالك ملعب ((أنفيلد)) فقبل العام 1892 كان ايفرتون النادي الاحترافي الوحيد في مدينة ليفربول وكان ملعبه الرسمي هو ((أنفيلد))الذي يملكه هولدينج ، لكن خلافات نشبت بين الطرفين في العام 1890 قادت إلى رحيل ايفرتون من الملعب ، بعدما أراد هولدينج رفع إيجار استخدام الملعب وفرض بيع المشروب الذي كانت تصنعه مصانعه فقط في الملعب ، ما قاد إلى استياء أعضاء إدارة ايفرتون ، رغم أن هولدينج كان لا يزال منقذ الفريق ماديا عندما كان بحاجة لشراء لاعبين جدد أو تحسين ظروف مركز التدريب . ورفع هولدينج الإيجار مجددا من 100 جنيه سنويا كان يدفعها ايفرتون منذ العام 1884 إلى 250 جنيها بحلول العام 1892 .
الفريق وقت التأسيس 1892/1893
وبذلك تأسس الفريق بين ليلة وضحاها ، فالملعب جاهز وأعضاء النادي الجديد موجودون ، وهم من وقفوا الى جانب أعضاء هولدينج في صراعه المرير مع الايفرتونيين ، لكن نقص شيء واحد ... اللاعبون ، فجلب سكرتير النادي جون مكينا – الذي كان وفيا جدا لهولدينج وظل يلعب دورا رئيسيا في النادي لثلاثين عاما لاحقه - ..
مجموعة من اللاعبين من اسكتلندا ، بين 12 و15 لاعبا، حتى بات الفريق يعرف باسم ((فريق الماك)) نسبة الى ان غالبية أسماء العائلات الاسكتلندية تبدأ بـ ((ماك)) . ومع ذلك لم يكسب الفريق كسب عضوية الالتحاق بركب فرق الدوري ، فخاض موسمه الأول في دوري مقاطعة لانكشاير .وفي حين خاض مباراته الأولى في 1 سبتمبر ضد روذرهام ، كان ايفرتون في اليوم نفسه والساعة ذاتها يلعب مباراته الأولى على بعد أمتار قليلة في الجهة الشمالية من ((ستانلي بارك)) على ملعبه الجديد ((جوديسون بارك)) ، لتعلن ولادة الاندية والمنافسة اللتين لا تخليان من نوع من الكراهية بقيتا حتى يومنا هذا ، لكن محبي الكرة في المدينة وقعوا في حيرة من أمرهم ، لمن يكون ولائهم ؟ ومن يشجعون ؟ وسرعان ما استهلت إدارة ليفربول الجديدة حملة الغيرة واستمالة المشجعين بإصدارها بيانا نشرته في الصحف المحلية تقول خلاصته : ((لن تشاهدوا كرة قدم أفضل في أي بقعة في المدينة عما سيقدمه الفريق الجديد في أنفيلد))..
لكن في نهاية اليوم لم يحضر المباراة على ملعب ((أنفيلد)) سوى العشرات فيما حضر 10 آلاف متفرج مباراة ايفرتون الأولى على ملعبه الجديد الذي كان بدائيا قياسيا بالوقت الضيق الذي كان في حوزتهم لإنشائه. كانت بداية ليفربول نارية في دوري المقاطعة ، فبدأ القلق يعم ايفرتون المحترف ، خصوصا ان ليفربول أصبح عضوا في دوري المحترفين في الموسم التالي 1893 ، لكن البداية الحقيقية كانت 1896 عندما عين توم واتسون مدربا للفريق ، والذي كانت له عين خبيرة في اكتشاف المواهب الصغيرة ، فجلب نخبة من النجوم ، أبرزهم أليكس ريزبيك الذي بنى واتسون حوله فريقا نجح في إحراز بطولة الدوري في العام 1901 وأضاف إليها أخرى في العام 1906 .
توم واتسون أول بطولة في الدوري 1900/1901
(( الحقـبـة الذهـبيـة ))
كان تعيين شانكلي مدربا للفريق في العام 1959 بداية حقبة ذهبية بكل معنى الكلمة ، فشانكلي كان داهية في التعامل مع اللاعبين والإداريين ، كان خبيرا في الحرب النفسية مع مدربي الفرق المنافسة وخبيرا نفسيا من الطراز الأول في شؤون لاعبيه ، فبات للاعبيه اليد الطولى في إبراز الثقة بالنفس في أكمل صورها والتي كانت العلامة المميزة لفرق ليفربول على مدى ثلاثة عقود.
كان اقتراح شانكلي بتعليق لوحة تحمل كلمتي ((هذا أنفيلد)) على أعلى نفق اللاعبين المؤدي إلى الملعب ، مثالا على الجانب السيكولوجي الذي كان يوليه اهتمامه ، ويعكس جانبا مهما في شخصية الرجل من الغطرسة التي زرعها في لاعبيه ، فهو الذي طالب بإهمال غرفة تغيير ملابس الفريق الزائر حتى لا يشعروا براحة نفسية أو بترحيب في أنفيلد ، مثلما سيشعرون برهبة عندما يرون لوحة ((هذا أنفيلد)) على أعلى النفق قبل توجههم إلى أرض الملعب. وكان هذا الأسلوب أساس نجاح بيل شانكلي في زرع الثقة وغطرسة الفوز في نفوس لاعبيه.
وفي غضون عامين من تأهل الفريق إلى الدرجة الأولى ، حقق شانكلي وعده بالفوز ببطولة الدرجة الأولى ، وفي الموسم التالي فاز الفريق بكأس انجلترا ، وفي العام الذي تلاه 1966 فاز ليفربول ببطولة الدوري ووصل إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس أبطال الكؤوس الأوروبية، لكنه خسرها أمام بروسيا دورتموند،وشمل الفريق مهاجمي المنتخب الإنجليزي والمنتخب الاسكتلندي حينذاك روجر هنت وايان سانت جون، وصخرة الدفاع رون ييتس وصانع الألعاب أيان كالاجان.
بينما كان يتمتع ليفربول بانتصاراته الساحقة والأسطورية ، تعرض لهزتين شلتا عزيمته وشهيته لممارسة كرة القدم ، هما كارثتا ستادي هيسيل وهيلزبره. فالكارثة الأولى حلت في المباراة النهائية لكأس أبطال أوروبا في العام 1985 ضد يوفنتس في ستاد هيسيل البلجيكي ، حيث خلفت 38 قتيلا و454 جريحا عندما تحطم حائط على مشجعي يوفنتس جراء تدافع مشجعي ليفربول الذين حكمت عليهم محكمة بلجيكية على 14 منهم بالسجن لاحقا . وفي 15 ابريل 1989 ، توفي 96 من مشجعي ليفربول وجرح 170 آخرون خلال مباراة في نصف نهائي كأس انجلترا بين ليفربول ونوتينجهام فورست في ستاد هيلزبره في مدينة شيفيلد الانجليزية ، وقبل المباراة فتحت أبواب المدرجات المخصصة لمشجعي ليفربول من دون اعتبار لسعة المدرج ، فتدافع الداخلون على الموجودين ما قاد إلى اختناق وهرس الموجودين في الصفوف الأمامية بالحاجز السلكي. وحلت حالة حزن عارمة في المدينة والبلاد أيضا، وقادت هذه الحادثة الى تغيير نظام الحضور الجماهيري ، بما أصبح يعرف بـ (( تقرير تايلر)) الذي نص على نزع أي حاجز يفصل بين المقاعد الأمامية والملعب وتحويل كل المدرجات المخصصة للوقوف إلى مقاعد وحظر الوقوف بتاتا أثناء المشاهدة ، وطبق النظام الجديد على كل الملاعب في غضون عشر سنوات.
وكلفت هاتان الكارثتان استمرارية نجاحات ليفربول ، وقادتا تلقائيا الى استقالة دالجليش في العام 1991 بإعلانه انه لم يعد يتحمل الضغط المتواصل ورؤية وجوه جماهيره التي تذكره دائما بالكارثتين. وحل محله مدافع الفريق السابق جرايام سونس الذي كان إنجازه الوحيد في ثلاثة مواسم هزيلة ومخزنة مقارنة مع الإرث الليفربولي السابق ، هو الفوز بكأس انجلترا في العام 1992، وترك سونس النادي بعد أن أرهق خزينة النادي بشراء لاعبين مغمورين أو لا يمنتون للطريقة الليفربولية بصلة ، بمبالغ كبيرة فشلوا في التأقلم مع أجواء ((أنفيلد)) والوصول إلى المستوى الفني الذي وضع أساسه شانكلي قبل أكثر من ثلاثة عقود ، وعاد النادي إلى جذوره لإيجاد بديل ناجح ، فوقع الخيار على ابن النادي الخجول روي ايفانز الذي أعاد العمل بسياسة النادي في الاعتماد على الشباب و الصاعدين ، فأعطى الفرص لستيف ماكمانمان وروبي فاولر ، وظل الفريق رديفا مقارنة بفرق ليفربول في الثمانينيات والسبعينيات ، كما ساهم تعملق مانشستر يونايتد تحت إدارة اليكس فيرجسون في إبعاد الفريق عن أي لقب محلي ممكن ،
فـ إرتأت إدارة النادي في العام 1996 تكليف مساعد لإيفانز في إدارة شؤون الفريق ، فـ جاء الفرنسي جيرار هولييه الذي أزاح ايفانز من الطريق وأدار شؤون الفريق على طريقته الخاصة منذ عام 1998 ، وحقق نجاحا كبيرا في العام 2001 بإحراز ثلاثية فريدة بالفوز بكؤوس انجلترا والمحترفين والاتحاد الأوروبي ، لكن هولييه ظل غير مقنع لـ أنصار النادي ، فبطولة الدوري ما زالت بعيدة المنال في ظل احتكار الارسنال ومانشستر يونايتد، حتى أن المنافسة على اللقب المحلي لم تعد ممكنة ، وأفضل ما باتت الجماهير تأمله في كل موسم هو التأهل إلى مسابقة دوري الأبطال ، أي الحصول على المركز الرابع ، فضاق الوقت والخناق على هولييه ، خصوصا انه صرف أكثر من 130 مليون جنيها في ستة مواسم على لاعبين جدد ، في حين ظل أفضل لاعبيه من أبناء النادي ، هما المهاجم الفذ مايكل أوين الذي أنقذ رقبة هولييه في كثير من المناسبات بتسجيله أهدافا حاسمة في مباريات صعبة ، والثاني هو ستيفين جيرارد الذي هو الأمل الوحيد للفريق في كل مباراة . وبعد ضغوط هائلة استسلم هولييه للواقع بإقالته من منصبه ..
ليتسلم الأسباني رافائيل بينتييز المهمة الصعبة في الموسم 2004/2005 بعد ان جاء من نادي فالنسيا الأسباني، وقد عمل بينتييز جيدا في موسمه الأول و أرضى الجميع بعد حصول ليفربول على دوري الأبطال الأوروبي للمرة الخامسة بعد فترة طويلة من الغياب في التتويج بها ، وايضا وصوله إلى نهائي المحترفين بعد أن خسر من الفريق اللندني تشيلسي ، وفي الدوري ظل يعاني بحيث احتل المركز الخامس خلف الجار والعدو اللدود ايفرتون ، اما في الموسم 2005/2006 وهو الموسم الثاني لبينتييز مع ليفربول ، المدرب الاسباني توعد الجميع بتقديم الأفضل للفريق ، وبالفعل بينتييز كان عند وعده بحيث حصل الفريق على لقبه السابع في كأس انجلترا ، ويذكر بان آخر مرة حصل ليفربول على هذه الكأس كان في عام 2001 . واما بالنسبة في الدوري فـ جاء ثالثا بعد مانشستر يونايتد بـ 82 نقطة ولم يحقق الفريق مثل هذا الكم من النقاط منذ 1992 أي منذ بداية الدوري الممتاز ، وفي دوري الأبطال خرج خالي الوفاض بعد أن سقط امام بنفيكا البرتغالي من الدور الثاني
الجماهير تطالب من بنيتييز في الموسم الثالث له بأن يقدم كل ما لديه للحصول على لقب الدوري الذي يعاني منه الفريق منذ سنوات طويلة ، بحيث لم يتحصل عليه منذ عام 1990 ورغم ذلك ليفربول لا زال يحمل الرقم القياسي في البطولة بـ 18 لقبا ، كل التوفيق لـ الفيلسوف الهادىء وأبناءه في تحقيق ما غاب عن النادي منذ زمن طويل ..!!
أسطـورة ليفـربـول الخـالـدة .. (( بيـل شـانكـلي ))
لم تعرف الكرة الإنجليزية مدربا بأفكار خلاقة وإبداعية وثورية بمثل ما تركت أفكار شانكلي من أثار على نادي ليفربول لسنوات طويلة حتى إنها باتت دستورا يتبعه كل من يقود الفريق ، وعلـق احد المتابعيـن في عـز عطاء شـانكـلي على شخصيته القوية وقدرته على الإقناع بقوله : (( انه لو كان سياسيا لولد هتلر جديد ))!.
ورغم أن إنجازات شانكلي في 15 عاما – 3 بطولات دوري وكأسا انجلترا وكأس اتحاد اوروبي- هي الأقل في الحقبة الذهبية مقارنة مع إنجازات بايسلي في 9 سنوات – 6 بطولات دوري و3 كؤوس أبطال أوروبا و3 كؤوس محترفين وكاس الاتحاد الأوروبي – وإنجازات فاجان في عامين – بطولة دوري وكأس محترفين وكأس أبطال أوروبا – وإنجازات دالجليش في 6 سنوات – 3 بطولات دوري ومرتان كاس انجلترا في وقت كانت الأندية الإنجليزية محرومة من المشاركة في المسابقات الأوروبية - إلا أن الآخرين حصدوا ما زرعه شانكلي طيلة 15 عاما ، فلولا الأفكار الثورية والشخصية القوية والقدرة على الإقناع التي تمتع بها لما نشل ليفربول من فريق مغمور يتخبط بين الكبار تارة وبين أقزام الدوري تارة اخرى ، وجعله من أنجح الفرق محليا وقاريا وعالميا لسنوات وسنوات امتدت على مدى ثلاثة عقود ، مثلما اشتهرت تصريحاته النارية وتركت آثار عميقة ليس فقط في نفوس محبي الفريق الأحمر ولكنها ظلت عالقة في ذهن كل من يسمعها ، ومن أشهرها عندما سئل عن رأيه في لعبة كرة القدم ، قال : (( البعض يعتقد ان كرة القدم هي مسألة حياة أو موت ، وأنا مستاء جدا من هذا التفكير لأنني أستطيع أن أؤكد أن اللعبة أكثر أهمية بكثير من الحياة ))
ولد شانكلي في 2 سبتمبر 1913 في قرية جلينباك في مقاطعة آيرشاير الاسكتلندية لأبوين كادحين وعائلة فقيرة ضمت 10 أشقاء وشقيقات. وكان شانكلي اشتراكيا حتى النخاع ، ليس على الطريقة الشيوعية ، وإنما على طريقة المواطن الكادح والفقير ، يؤمن بإنسانية كل شخص وحقه في التمتع بحياته. وأصبح شانكلي اللاعب 49 في قريته الذي يحترف اللعبة. فوقع عقدا احترافيا مع نادي كارلايل – أقصى شمال غربي انجلترا – في عام 1932 وبعدها انتقل إلى النادي الأكثر شهرة في ذلك الوقت ، بريستون نورث ايند ، وقادته عروضه المميزة على الجناح الأيسر إلى تمثيل منتخب اسكتلندا 7 مرات ، ولكن على غرار جيله في ذلك الوقت ، اصطدمت مسيرته الكروية بمتاعب الحرب العالمية الثانية في 1939. وعندما بدأ موسم 1946 -1947 بعد نهاية الحرب ، كان شانكلي في الثالثة والثلاثين من العمر ، واعتزل اللعبة بنهاية ذلك الموسم.وبحلول الوقت الذي عَين فيه رئيس ليفربول حينذاك - تي في ويليامز - شانكلي مدربا للفريق في عام 1959 ، كانت للأخير خبرة في حقل التدريب طالت 10 مواسم بدأها مع كارلايل ثم جريسمبي فور كينجتون وأخيرا هيدرسفيلد ، حيث منح الفرصة لـ لاعب صاعد يبلغ 16 عاما للعب في الفريق الأول يدعى دينس لو
سمعة شانكلي لم تكن مشجعة من جهة التعامل مع مسؤوليه ، وعلاقاته لم تكن صحية أو على نحو مقبول ، ففي كل مرة ترك فيها النادي على خلفية خلافات ومشاحنات ، وكان دائما يصرخ بأن إدارة ناديه لا تشاركه حماسته وعاطفته وأفكاره في نظرته للفريق.. لكن هذه الحماسة والرغبة في النجاح هما ما قادا ويليامز إلى تعيين شانكلي مدربا لليفربول رغم اعتراضات الكثيرين ، خاصة واسم ويليامز رفض تعيين شانكلي من قبل ، وتحديدا في 1951 معللا السبب أن شانكلي كانت تنقصه الخبرة الكافية لإدارة فريق بحجم ليفربول ، ولكن ليس هذه المرة ، فنظرة ويليامز كانت أن شانكلي وليفربول في تلك المرحلة كانا مصنوعين لبعضهما بعضا ، فكان زمان ليفربول مناسبا للرجل المناسب ، وعلق شانكلي يومها قائلا: ((صنع ليفربول لي وأنا خلقت له)).
وكانت بداية حقبة شانكلي ، كبداية مات بازبي مع مانشستر يونايتد ، من الصفر . فزرع شانكلي أفكاره أولا في رؤوس أعضاء هيئته التدريبية ، وأسس غرفة الأحذية – (بوت رووم) الشهيرة ، وفيها كان يجتمع شانكلي مع معاونيه أسبوعيا وخلفهم عشرات الأحذية معلقة على الحائط ، يناقشون خطط اللعب للمباراة المقبلة ودرس نقاط وقوة ضعف الفريق المنافس وبحث طرق التعامل مع نجوم الفريق ، وفورا شعرت جماهير ليفربول بتغييرات في إدارة الفريق ، ورغم ان الإنجازات تطلب تحقيقها بعض الوقت وتحديدا بعد عامين من استلام شانكلي إدارة الفريق لكنها عندما جاءت استمرت بشكل متواصل على مدار ثلاثة عقود
الريال أكتفي بعشـــر سنوات بالتربع علي عرش أوروبا ، و بعدها ترك المهمة لليفربول لمدة 30 عام ! !
نعم ، هذا ما حدث بالضبط ، ريال مدريد كما هو معروف كان يتربع علي عرش أوروبا بفترة الخمسينيات و بداية الستينيات بفضل نجمه الأرجنتيني الفريدو دي ستيفانو و المجري الرهيب " بوشكاش " ، فقد كانت بطولة دوري أبطال أوروبا منذ عام 1955 حتي 1966 كلها من نصيب ريال مدريد ، لكنه ترك المهمة فيما بعد لأبناء الأنفيلد رود لكي يكون هو الفريق الأوروبي الأول الذي يحزر أكبر بطولتين أوروبيتين أكثر من مرة .
كاد أن يتربع ليفربول علي عرش مملكة كرة القدم الأوروبية لولا تلك الحادثة المأساوية التي حدثت بملعب ( الهايسل ببلجيكا ) بنهائي دوري أبطال أوروبا 1985 أمام يوفينتوس الإيطالي ، و كان هذا النهائي الثاني علي التوالي للريدز بعد الفوز عام 1984 علي روما بملعبه و وسط جماهيره ، و لكن اليوفينتوس رد الإعتبار للطليان من هزيمتهم المرّة الموسم الماضي و استغلوا فرصة توتر الأجواء بالمدرجات ليحرزوا هدفاً من ضربة جزاء لميشيل بلاتيني .
و قبل بداية هذه المباراة تراشق جماهير الناديين بالشتائم و قذف الجمهور الايطالي صاروخاً علي جماهير ليفربول ، لتبدأ المعركة مبكراً قبل أن تبدأ بأرض الملعب بين الفريقين ، بدأت ساخنة و مشتعلة بين الجماهير مما أدي لإصابة 50 فرد من مشجعي اليوفينتوس و مقتل 39 إيطالي بالاضافة للخراب الرهيب الذي لحق بالملعب .
و هذه الأفعال دفعت الإتحاد الأوروبي لإتخاذ قرار صارم ،ألا وهو عدم مشاركة اي فريق إنجليزي بالبطولات الأوروبية لمدة 4 سنوات و ليفربول يمنع من المشاركة لمدة 7 سنوات ! و هذا القرار كان في قمة الصرامــة و الظلم تجاه الأندية الإنجليزية التي أكتفت بالإحتكاك مع الأندية الأوروبية عن طريق المباريات الودية ، مما جعل الكرة الإنجليزية تتدهور و تهوي ، مع إنها كانت الرائدة قبل هذه الحادثة خاصة ً : أن ليفربول فاز ببطولة دوري الابطال 4 مرات بالسبعينيات و الثمانينيات و نوتنجهام فوريست عام 1979 و 1980 و استون فيلا فاز بالبطولة ذاتها عام 1982 علي بايرن ميونخ بالنهائي ، بخلاف مشاركات ليدز يونايتد و الارسنال و مانشيستر يونايتد المشرفة للغاية ، فقد فاز ليدز مثلا ً بالدور الثمانية من بطولة دوري الابطال علي برشلونة الإسباني عام 1972 ، يعني مشوار إنجلترا الرائع بهذه البطولة كان طويل و كاد أن يكون أطول و أعرق ، لكن لم يكتب له أن يكون كذلك بفضل قرارات الإتحاد الأوروبي و أعمال الهوليجانز بالهايسل .
وها هو ليفربول يعود مرة أخرى لنهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2006-2007 بأتينا .. ليواجه إي سي ميلان " كلاكيت ثاني مرة " .
بعد تغلبه علي بطل النسخة الماضية " برشلونة " ثم تغلبه علي تشيلسي بالدور قبل النهائي ، وبدور الثمانية تغلب علي ايندهوفن الهولندي 4-0